مشاركة الغرفة الإسلامية في "جيتكس إفريقيا"
سعيًا لتحقيق مستقبل ابتكاري وتكنولوجي مزدهر تنعم في ظله القارة الإفريقية، شاركت الغرفة الإسلامية كشريك إعلامي في أكبر حدث تقني في إفريقيا “جيتكس إفريقيا”، الذي عُقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، خلال الفترة من 31 مايو وحتى 2 يونيو 2023، بمدينة مراكش – المغرب، بهدف التأسيس لحقبة جديدة من الابتكار والتكنولوجيا، والنهوض بالنمو الاقتصادي في المنطقة.
شهدت فعالية “جيتكس إفريقيا” حضور ممثلين حكوميين رفيعي المستوى من أكثر من 80 دولة، جنبًا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من قادة وخبراء التكنولوجيا ورواد الأعمال الذين تبادلوا رؤاهم الثاقبة، وسعوا جاهدين، خلال مشاركتهم، إلى التوصل لحلول تكنولوجية أكثر تقدمًا وابتكارًا، مخلفين وراءهم بصمة لا يمكن إغفالها على المجال التكنولوجي للمنطقة.
وفي إطار ذلك الحوار المثمر الذي عُقد حول “التضافر من أجل سوق إفريقية واحدة”، تناولت الجلسة الأولى لجيتكس إفريقيا، العوائق التي تحول دون بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام لإفريقيا، كما سلطت الضوء على أبرز القضايا الملحة التي تواجه قطاع التكنولوجيا في القارة الإفريقية.
تأكيدًا على دور الحكومات في دفع عجلة التحول الرقمي، أوضحت معالي الدكتورة غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في المغرب، أن الحكومة المغربية تعمل بشكل وثيق مع الدول الإفريقية من أجل إنشاء استثمارات مستدامة في مجالات التكنولوجيا بجميع أرجاء المنطقة.
كما أكد معالي د. ديزيريه – كشمير كولونيل إيبيراندي، وزير التحول الرقمي في جمهورية الكونغو الديموقراطية، على أن الرقمنة لم تعد خيارًا وإنما هي مسئولية والتزام يجب الوفاء به، موضحًا أنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتم اعتبار الرقمنة عنصرًا حاسمًا لتعزيز الشمول في جميع أنحاء القارة.
وفي هذا السياق، أشار معالي الدكتور بيليتي مولا، وزير الابتكار والتكنولوجيا في جمهورية إثيوبيا – خلال مشاركته الثرية في حلقة النقاش التي عُقدت تحت عنوان “الحالة الراهنة للاقتصاد الرقمي في إفريقيا اليوم”- إلى استراتيجية التحول الرقمي 2020 – 2025، التي تهدف إلى ربط أكثر من نصف السكان بالإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، باعتبارها إنجازًا ملحوظًا لتيسير الوصول إلى الموارد الرقمية.
علاوةً على ذلك، فقد أكد معالي الأستاذ عثمان باه، وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي في غامبيا، أن الوزارة تعمل عن كثب مع الحكومة، لتنفيذ خطط التحول الرقمي الاستراتيجية في غامبيا (2020 – 2024 ، 2018 – 2028).
سعيًا للتغلب على التحديات التي تعرقل تطوير نظام رقمي قوي في إفريقيا، أشارت معالي الدكتورة مونيكا موسينيرو ماسانزا، وزيرة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في أوغندا، إلى التقدم المحرز في المجال، مؤكدة على أنه لا تزال توجد العديد من التحديات، ولا سيما في البروتوكولات المتعلقة بالتجارة. كما شددت على الحاجة الملحة لتبني نظام مدفوعات في إفريقيا، في ظل عدم توافر الأدوات اللوجيستية اللازمة لذلك.
وفي ضوء استكشاف الإمكانات اللانهائية للذكاء الاصطناعي التوليدي، ألقى معالي الأستاذ عمر بن سلطان العلم، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد – الإمارات العربية المتحدة، كلمة تحت عنوان “التحديات التي تواجه الحكومات في تنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي”، والتي تناول خلالها القضايا المعقدة التي تعرقل تنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرًا إلى كل من العقبات والإمكانات التي تواجه الحكومات في جميع أنحاء العالم.
وفي ظل الأهمية الفائقة التي تحتلها الرقمنة في عالم اليوم الذي يتسم بالتطور السريع، أكد السيد توني باو، نائب رئيس شوكة هواوي – خلال كلمته التي ألقاها تحت عنوان “إطلاق العنان للرقمنة من أجل إفريقيا جديدة”- على التزام مؤسسته بتعزيز الابتكار الرقمي في إفريقيا، مشيرًا إلى الإجراءات اللازم اتخاذها لتحقيق التحول الرقمي المستدام، بما يشمله ذلك من: بناء بنية تحتية قوية، وتسريع عملية التحول الرقمي في جميع القطاعات، وإنشاء أنظمة معلوماتية متسقة.
ومن جهة أخرى، أكد معالي الدكتور بيليتي مولا، وزير الابتكار والتكنولوجيا في جمهورية إثيوبيا، على أهمية تنمية الكفاءات والمواهب الرقمية من أجل تلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي. في حين شدد السيد علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، على ضرورة تشجيع الاستثمار في التعليم، موضحًا أن الوكالة تتعاون بشكل وثيق مع مختلف القطاعات لتوظيف المواهب المغربية بشكل جيد.
وسعيًا لتعزيز التحول الرقمي في جميع أنحاء إفريقيا، أوضح سعادة الأستاذ لاسينا كوني، المدير العام لمؤسسة Smart Africa، أنه على الرغم من أن إفريقيا غنية بالفرص والإمكانات، إلا أنها بحاجة إلى التخطيط والحوكمة المناسبين، مشيرًا إلى أربع مبادرات أطلقت من قبل حكومة بلاده لبلوغ هذا الهدف، وهم: مبادرة “الشراء الجماعي” التي تهدف إلى جعل الأسعار في متناول الجميع على المدى الطويل، “البرنامج المطور” بهدف تمكين التحول الرقمي، وتغيير النمط التفكيري، “برنامج التحول”، الذي يهدف إلى دعم الشركات الرقمية والتحول الرقمي، و”برنامج الابتكار ” لحشد الجهود الرقمية، ووضع إفريقيا على رأس الدول الرائدة للتحول الرقمي في العالم أجمع.
وسعيًا نحو استكشاف أحدث التقنيات اللازمة لضمان حصول مختلف المدن على الموارد اللازمة لمواكبة عصر الرقمنة، عُقدت جلسة لمدن الرقمية في اليوم الثاني من فعالية جيتكس إفريقيا، التي تناول خلالها العديد من المسئولين الوضع الرقمي في مدنهم، وناقشوا أفضل السبل اللازمة لمواكبة التطور التكنولوجي المتنامي، وتعزيز التحول الرقمي في المدن.
وفي ظل الدور الحاسم الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي في تحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في إفريقيا، شهد اليوم الثالث من فعالية “جيتكس إفريقيا” إطلاق “الميثاق الإفريقي للذكاء الاصطناعي المسئول”، الذي يهدف إلى توفير حلول مبتكرة للتحديات الرئيسية التي تواجهها قطاعات الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات المالية، والبنية التحتية، والزراعة.
كما ناقشت الفعالية إسهامات الذكاء الاصطناعي في النهوض بكافة القطاعات وإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وفي خضم ذلك النقاش المثمر، ناقش الدكتور عادل الشرجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “PresightAI”، التأثير الاجتماعي للذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة من إمكاناته الهائلة في التطوير والتنمية، مشيرًا إلى دور مؤسسته في تنمية الذكاء الاصطناعي لمكافحة الاحتيالات المالية وغسيل الأموال، وكذلك النهوض بقطاعي الطاقة والصحة. كما أشار إلى منصة “You Ask” التي أطلقتها مؤسسته بهدف السماح لمواطني الإمارات العربية المتحدة بالاستفسار عن المعلومات المتعلقة بالخدمات الحكومية وإتمام عمليات الدفع الإلكترونية.
وفي إطار برنامج “جيتكس إفريقيا” الحيوي، عقدت العديد من الفعاليات الجانبية، التي ضمت نخبة من ألمع العقول في المجال، بما في ذلك فعالية “التكنولوجيا المالية”، التي ناقشت تأثير التكنولوجيا على القطاع المالي، وكذلك فعالية “Elevate” التي تناولت دور الابتكار في تطوير الأعمال، وفعالية “YouthX” التي قدمت رؤى قيمة حول أحدث الابتكارات والتقنيات الناشئة ودورها في تحويل العالم إلى مكان أفضل.
وعلى هامش هذا الحدث الضخم، عقد معرض لاستعراض أحدث التقنيات والمنتجات الابتكارية التي قدمها رواد المجال من شتى أنحاء العالم، في إشارة إلى دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تغيير قواعد اللعبة الرقمية في إفريقيا.
وفي إطار أهمية تطوير ريادة الأعمال لخلق مستقبل مزدهر ينعم في ظله الجميع، شهدت فعالية “جيتكس إفريقيا” تحدي سوبرنوفا، الذي يقدم جائزة نقدية قدرها 100,000 دولار لخمسة فائزين من قطاعات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والمدن الرقمية والتكنولوجيا المالية والصحة والاستدامة والزراعة، بالإضافة إلى جائزة قدرها 50,000 دولار للفائز للمركز الأول، وهي الجائزة التي استحقتها شركة “Proxgy” عن مهاراتهم الابتكارية المذهلة.
وفي ظل التعاون من أجل مستقبل أفضل، تم توقيع العديد من الاتفاقيات على هامش فعالية “جيتكس إفريقيا”، أهمها مذكرة التفاهم التي وقعت بين مؤسسة Smart Africa، ممثلة في مديرها العام، الأستاذ لاسينا كوني، ومؤسسة ISSI، ممثلة في مديرها العام، الأستاذ لاهلو عبدالعزيز، بهدف تمكين الشباب الإفريقي من قيادة عملية التحول الرقمي.
علاوة على ذلك، فقد وقعت شركة Elm – وهي شركة رائدة في مجال الحلول التكنولوجية- مذكرة تفاهم مع الوكالة الرقمية للتنمية في المغرب، بهدف تعزيز التعاون بينهما في القطاع الرقمي، من خلال تبادل المعرفة والتقنيات، وتنظيم ورش العمل المشتركة، من أجل إبقاء المنظمات المعنية على اطلاع دائم بأحدث التطورات في المجال الرقمي، وإنشاء منصات رقمية جديدة، وتوفير استشارات وخدمات إدارية للمؤسسات، مما يسهم في النهوض بالتحول الرقمي عالميًا.
فضلًا عن ذلك، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم أخرى على هامش فعاليات “جيتكس إفريقيا” بين مؤسسة Elm ووزارة الاقتصاد الرقمي والبريد والاتصالات بجمهورية إفريقيا الوسطى، بهدف تعزيز الفرص التجارية ودفع عملية التحول الرقمي في البلاد.
وفي ضوء أهمية التعاون لتعزيز الإبداع والنهوض بعملية الدفع الرقمي، وقعت مؤسسة ماستركارد اتفاقية شراكة مع مؤسسة NAPS، بهدف تقوية أواصر التعاون المشترك بينهما في مختلف القطاعات الرقمية، مما يسهم في النهوض بالتحول الرقمي وتطويره عالميًا.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة Hewlett Packard ومؤسسة MITSUMI Distribution، مما يمثل بداية رحلة جديدة نحو الابتكار والتقدم الرقمي في القارة الإفريقية، سعيًا نحو خلق مستقبل رقمي واعد.
تأتي مشاركة الغرفة الإسلامية في فعالي “جيتكس إفريقيا” في إطار التزامها الدؤوب بالنهوض بمجال التحول الرقمي ودفع عملية التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وتماشيًا مع مساعيها الحثيثة للتعاون مع مختلف الكيانات المعنية بما يصب في مصلحة العالم الإسلامي أجمع.
وفي هذا الصدد، تعتزم الغرفة الإسلامية المضي قدمًا في جهودها المستمرة لدفع عملية التحول الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة في شتى ربوع الدول الإسلامية. كما تؤكد التزامها بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة لإرساء الأسس اللازمة لخلق مستقبل اقتصادي عالمي أكثر ازدهاءًا.
عن الغرفة الإسلامیة للتجارة والصناعة والزراعة:
الغرفة الإسلامیة للتجارة والصناعة والزراعة مؤسسة دولیة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتمثل القطاع الخاص في دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ مجموعھا سبعا وخمسین دولة بالإضافة إلى الأعضاء المراقبین، وغیرھم من الأعضاء المنتسبین من الأقلیات المسلمة. تھدف الغرفة إلى تعزیز التعاون فیما بین دولھا الأعضاء في مجالات التجارة ، والصناعة، وتكنولوجیا المعلومات ، وتعزیز فرص الاستثمار والمشاریع المشتركة فیما بین الدول الأعضاء. وتتألف عضویتھا من الغرف الوطنیة / الاتحادات / ومجالس غرف التجارة والصناعة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي .
تأسست الغرفة الإسلامیة للتجارة والصناعة والزراعة بناء على القرار الصادر عن الدورة السابعة لمجلس وزراء خارجیة الدول الإسلامیة الذي عُقد في مایو 1976 في اسطنبول في تركیا، وقد تم اعتماد الفكرة من قبل المؤتمر الأول لغرف التجارة والصناعة في دول العالم الإسلامي الذي عقد أیض ا في اسطنبول في شھر أكتوبر عام 1977م .
بعدھا أجیز دستور الغرفة من قبل المؤتمر الثاني لغرف التجارة والصناعة الذي عقد في دیسمبر عام 1978م في مدینة كراتشي ، ویقع مقرھا الرئیسي في كراتشي العاصمة الاقتصادیة لجمھوریة باكستان الإسلامیة .
للمزید من المعلومات عن الغرفة الإسلامیة ومشروعاتھا الاقتصادیة القادمة، یمكنكم زیارة الموقع الإلكتروني https://dev.iccdglobal.com أو التواصل مع القسم الإعلامي عبر البرید الإلكتروني التالي: news@iccia.com